روائع مختارة | روضة الدعاة | استراحة الدعاة | الحج درس في الذاتية ووسيلة دعوية.. وقفة مع فوائد الحج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > استراحة الدعاة > الحج درس في الذاتية ووسيلة دعوية.. وقفة مع فوائد الحج


  الحج درس في الذاتية ووسيلة دعوية.. وقفة مع فوائد الحج
     عدد مرات المشاهدة: 4301        عدد مرات الإرسال: 0

يبقى الحج من شعائر الإسلام التي تنفرد بالحيوية، وتتخذ طابع العمل الجماعي مع حفاظ كل فرد في الجماعة المسلمة على ذاتيته وخصوصيته الروحية، التي تعد من أسرار هذه العبادة، إذ الجميع يؤدون شعائر واحدة وفي وقت واحد، لكن أداء كل فرد يرجع لظروفه وطاقته وإمكانيته، وهو ما يؤكد عظمة دين الإسلام الذي أتاح لكل إنسان أن يؤدي شعائره في إطار الجماعة، مع مراعاة الظروف الخاصة لكل فرد.

ولعل شعيرة الحج من الشعائر التي يجب على المسلم الاستفادة منها على عدة مسارات؛ منها ما هو شخصي، ومنها ما هو عام، ومنها ما يتعلق بنشر دعوة الإسلام بين الأمم الأخرى، وتعريفهم بها.

فعلى المسار الشخصي، يسعى كل مسلم لهذه العبادة وفي نفسه أشواق إلى الطاعة والتدريب على الخضوع لله والانكسار بين يديه، كما أنها درس عملي في الانضباط، وتهذيب الرغبات، والانصهار مع جماعة المسلمين التي قد تخالف هوى النفس، أو قد لا تتفق مع ميولها، ومع هذا يجتهد المسلم (الفرد) في أخذ نفسه بالعزيمة وترويضها، وتهذيبها، طوال فترة الحج، ليكون بذلك قد لقن نفسه درسا عمليا، ووضعها على محك حقيقي يكتشف من خلاله مكامن القوة ومكامن الضعف في نفسه؛ فيقوي الأولى، ويعالج الثانية.

أما على المستوى الجماعي، فيعد الحج من الشعائر الاجتماعية الموحدة للمجتمع المسلم، وتلم شمله، في توقيت محدد، وفي هيئة نادرة وسمت فريد، حيث يجتمع العرب إلى العجم، والبيض إلى السود، دون تفرقة، بين جنس أو لون، بل وحتى في اللباس الذي يجعل الناس شبه متطابقين، وهو ما يعطي إيحاء واقعيا بقوة الشعور بالانتساب للأمة، وهو شعور لا يوجد لدى غير المسلمين، بل إنه يعد من أكبر نعم الله تعالى علينا.

أما الفائدة الثالثة من فوائد شعيرة الحج والمتمثلة في المسار الدعوي، حيث تعد شعيرة الحج من مظاهر الاعتزاز بالإسلام والتأكيد على حيويته وصلاحيته لكل البشر في كل زمان ومكان، حيث يقوم المسلمون بإعلان شعائرهم للجميع، دون مواربة، أو تردد، أو ممارستها في أماكن مغلقة، بما يوحي بالريبة، أو الجفاف الروحي وخلوها من الشعور بطمأنينة النفس، حيث يتم إعلان شعيرة الحج للعالم أجمع ببثها عبر كافة وسائل الاتصالات، وهي ميزة لا تجتمع لأية ديانة أخرى، كما أنها ـ شعيرة الحج ـ تحظى بمتابعة واسعة من غير المسلمين في العالم، لذا يجب علينا النظر في كيفية الاستفادة من وقت هذه الشعيرة العظيمة في مخاطبة غير المسلمين بالسلوك العملي، لنكون دعاة بالقول والعمل معا.

المصدر: موقع لها أون لاين